الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{سريع الحساب} كاف لمن جعل أو بمعنى الواو كقوله ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا أي وكفورًا والمعنى وكفرهم كظلمات وجائز لمن جعله متصلًا بما قبله وإن كان بعده حرف العطف لأنَّه رأس آية.{يغشاه موج} حسن على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع النعت لما قبله.{من فوقه سحاب} كاف لمن قرأ ظلمات بالرفع منونًا على إضمار مبتدأ أي هي ظلمات أو ظلمات مبتدأ والجملة من قوله بعضها فوق بعض خبر ذكره الحوفي وفيه نظر إذ لا مسوغ للابتداء بهذه النكرة وليس بوقف لمن قرأه بالجر بدلًا من كظلمات كما رواه ابن القواس وابن فليح وقرأ البزي سحاب ظلمات بإضافة سحاب لظلمات جعل الموج المتراكم كالسحاب وعليها فلا يوقف على سحاب.{بعضها فوق بعض} كاف.{لم يكد يراها} تام للابتداء بالشرط ومثله فما له من نور.{صافات} كاف ومثله وتسبيحه.{بما يفعلون} تام إن جعلت الضمائر في علم صلاته وتسبيحه عائدة على كل أي كل قد علم هو صلاة نفسه وتسبيحه وهو أولى لتوافق الضمائر لأنَّ المعنى وهو عليم بما يفعلونه وإظهار المضمر أفحم وأنشد سيبويه:
وإن جعل الضمير في علم عائدًا على الله وفي صلاته وتسبيحه عائدان على كل أو بالعكس أي علم كل صلاة الله وتسبيحه أي اللذين أمر الله بهما عباده بأن يفعلا كإضافة الخلق إلى الخالق كان الوقف على تسبيحه.{والأرض} حسن.{المصير} تام.{من خلاله} حسن.{عمن يشاء} كاف.{بالأبصار} كاف ومثله {النهار}.{ولأولي الأبصار} تام.{من ماء} حسن.{على بطنه} جائز ومثله {على رجلين}.{على أربع} كاف ومثله {ما يشاء}.{قدير} تام.{مبينات} كاف.{مستقيم} تام على استئناف ما بعده.{وأطعنا} جائز.{من بعد ذلك} حسن.{بالمؤمنين} تام ومثله معرضون وكذا مذعنين عند أحمد بن موسى.{ورسوله} جائز وما بعده متصل بما قبله من جهة المعنى والمعنى أن يحيف الله عليهم ورسوله ولكن ظلموا أنفسهم ونافقوا ودل على هذا قوله بل أولئك هم الظالمون.{والظالمون} تام.{ليحكم بينهم} ليس بوقف لأنَّ أن يقولوا هو اسم كان وقول المؤمنين خبرها فلا يفصل بينهما.{وأطعنا} حسن.{المفلحون} تام.{ويتقه} ليس بوقف لأنَّ ما بعده جواب الشرط فلا يفصل بينهما بالوقف ومثله في التمام الفائزون.{ليخرجن} حسن.{لا تقسموا} أحسن منه ثم تبتدئ طاعة أي هي طاعة أو أمركم طاعة على حذف المبتدأ أو طاعة مبتدأ ومعروفة صفة والخبر محذوف أي أمثل وأولى أو طاعة فاعل بفعل محذوف أي ولتكن منكم طاعة وضعف ذلك بأن الفاعل لا يحذف إلاَّ إذا تقدم ما يشعر به كقوله يسبح له فيها في قراءة من قرأه بالبناء للمفعول وقرأ زيد بنصب طاعة بفعل مضمر أي أطيعوا طاعة.{معروفة} كاف.{بما تعملون} تام.{وأطيعوا الرسول} حسن وليس بكاف لأن الذي بعده داخل في الخطاب وربما غلط في هذا الضعيف في العربية فيتوهم أن فان تولوا الغائب وأنه منقطع مما قبله في اللفظ وفي المعنى وليس الأمر كذلك وعدوا له من الخطاب إلى الغيبة موجب للوقف بل هو على حذف إحدى التاءين والتقدير فإن تتولوا فهو خطاب والدليل على ذلك أنَّ ما بعده وعليكم ما حملتم ولو كان لغائب لكان وعليهم ما حملوا فدل هذا على أن الخطاب كله متصل وبعده أيضًا وإن تطيعوه تهتدوا.{ما حملتم} حسن.{تهتدوا} أحسن مما قبله وقيل تام.{المبين} تام ولا وقف من قوله وعد الله إلى أمنا فلا يوقف على من قبلهم ولا على ارتضى لهم لدخول ما بعده في الوعد لعطفه على ما قبله.{أمنا} حسن على استئناف ما بعده كأن قائلًا قال ما بالهم يستخلفون ويؤمنون فقال يعبدونني وليس بوقف إن جعل حالًا من وعد الله أي وعدهم الله ذلك في حال عبادتهم وإخلاصهم ولا محل ليعبدونني من الإعراب على التقدير الأول وعلى الثاني محله نصب.{شيًا} تام للابتداء بالشرط.{الفاسقون} تام.{وآتوا الزكاة} جائز.{ترحمون} تام.{معجزين في الأرض} حسن.{النار} أحسن مما قبله.{المصير} تام ولا وقف من قوله يا أيها الذين آمنوا إلى صلاة العشاء فلا يوقف على ملكت أيمانكم ولا على من قبل صلاة الفجر ولا على من الظهيرة للعطف في كل.{صلاة العشاء} كاف لمن رفع ثلاث على الابتداء والخبر لكم أو خبر مبتدأ محذوف أي هذه الخصال ثلاث عورات أو هي ثلاث عورات لكم وليس بوقف لمن قرأ ثلاث عورات بالنصب بدلًا من ثلاث مرات لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف.{عورات لكم} حسن ومثله بعدهن برفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف أي هم طوافون أي المماليك والصغار طوافون عليكم أي يدخلون عليكم في المنازل غدوة وعشية إلاَّ في تلك الأوقات وبعضكم مبتدأ والخبر على بعض أو طوافون مرفوع بيطوفون مضمرة فعلى هذا يحسن الوقف على قوله عليكم وليس بوقف لمن قرأ طوافين نصبًا على الحال وقرأ ابن أبي عبلة طوافين أيضًا بالنصب على الحال من ضمير عليهم.{على بعض} كاف ومثله لكم الآيات.{حكيم} تام.{من قبلهم} كاف وكذا آياته.{حكيم} تام ولا وقف من قوله والقواعد من النساء إلى قوله: {بزينة}.و{بزينة} حسن ومثله {خير لهن}.{عليم} تام ولا وقف من قوله: {ليس على الأعمى حرج} إلى قوله: {أو صديقكم} لأنَّ العطف صيرها كالشيء الواحد وقيل يوقف على قوله ولا على المريض حرج وليس بجيد والأولى وصله.{أو صديقكم} حسن ومثله أو أشتاتًا وقيل تام لأن إذا قد أجيب بالفاء فكانت شرطًا في ابتداء حكم فكانت الفاء للاستئناف.{طيبة} حسن.{الآيات} ليس بوقف لتعلق حرف الترجي بما قبله فهو كلام كي.{تعقلون} تام.{حتى يستأذنوه} حسن ومثله ورسوله وكذا لمن شئت منهم.{واستغفر لهم الله} أحسن مما قبله.{غفور رحيم} تام وكذا بعضًا وقيل كاف والمعنى لا تخاطبوا الرسول كما يخاطب بعضكم بعضًا ولكن خاطبوه بالتفخيم والتعظيم والإجلال أو لا تغضبوا ولا تعصوه فيدعو عليكم فيستجاب له فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره فإن دعاءه مستجاب وهو تام على القولين.{لواذًا} حسن.{أليم} تام.{والأرض} حسن ومثله ما أنتم عليه وقيل تام للعدول من الخطاب إلى الغيبية.{ويوم يرجعون إليه} ليس بوقف لعطف قوله فينبئهم على ما قبله.{بما عملوا} كاف.آخر السورة تام. اهـ. .فصل في ذكر قراءات السورة كاملة: .قال ابن جني: سورة النور:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.قراءة أم الدرداء وعيسى الثقفي وعيسى الهمداني، ورويت عن عمر بن عبد العزيز: {سُورَةً} بالنصب.قال أبو الفتح: هي منصوبة بفعل مضمر، ولك في ذلك طريقان:أحدهما أن يكون ذلك المضمر من لفظ هذا المظهر، ويكون المظهر تفسيرا له، وتقديره: أنزلنا سورة، فلما أضمره فسره بقوله: {أَنْزَلْنَاهَا} كما قال:أي: وأخشى الذئب، فلما أضمره فسره بقوله: أخشاه.والآخر أن يكون الفعل الناصب ل {سُورَةً} من غير لفظ الفعل بعدها، لكنه على معنى التحضيض، أي: اقرءوا سورة، أو تأملوا وتدبروا سورةً أنزلناها، كما قال تعالى: {فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} أي: احفظوا ناقة الله. ويؤنس بإضمار ذلك ظهوره في قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. فإذا كان تقديره هذا فقوله: {أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} إلى آخر ذلك منصوب الموضع لكونه صفة ل {سورة}. وإذا جعلت {أنزلناها} تفسيرا للفعل الناصب المضمر فلا موضع له من الإعراب أصلا، كما أنه لا موضع من الإعراب لقوله: أنزلنا سورة؛ لأنه لم يقع موقع المفرد، وهذا واضح.وأما قراءة الجماعة: {سُورَةٌ} بالرفع فمرفوعه بالابتداء، أي: فيما يُنزّل إليكم وما يتلى عليكم سورة من أمرها كذا، فالجملة بعدها إذًا في موضع رفع؛ لأنها صفة لسورة.ومن ذلك قراءة عيسى الثقفي: {الزَّانِيَةَ وَالزَّانِيَ} بالنصب.قال أبو الفتح: هذا منصوب بفعل مضمر أيضا، أي: اجلدوا الزانية والزاني، فلما أضمر الفعل الناصب فسره بقوله: {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}. وجاز دخول الفاء في هذا الوجه لأنه موضع أمر، ولا يجوز: زيدا فضربته؛ لأنه خبر. وساغت الفاء مع الأمر لمضارعته الشرط، ألا تراه دالا على الشرط؟ ولذلك انجزم جوابه في قولك: زرني أزرك، لأن معناه زرني؛ فإنك إن تزرني أزرك. فلما آل معناه إلى الشرط. جاز دخول الفاء في الفعل المفسر للمضمر، فعليه تقول: بزيد فامرر، وعلى جعفر فانزل.ولا موضع لقوله تعالى: {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}؛ لأنه تفسير، ولا يكون وصفا ل {الزانيةَ} {والزانيَ} من حيث كانت المعرفة لا توصف بالنكرة، وكل جملة فهي نكرة. وأيضا فإن الأمر لا يوصف به كما لا يوصف بالنهي ولا بالاستفهام؛ لاستبهام كل واحد من ذلك لعدم الخبر منه. وأيضا فإن الموصوف لا تعرض بينه وبين صفته الفاء، لا تقول: مررت برجل فيضرب زيدا؛ وذلك لأن الصفة تجري مجرى الجزء من الموصوف، وجزء الشيء لا يعطف على ما مضى منه.
|